فصل: الباب الخامس فيما أوله جيم‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


*2*  الباب الخامس فيما أوله جيم‏.‏

821- جَرْىُ المُذَكِّيَاتِ غِلاَبٌ‏.‏

المذكية من الخيل‏:‏ التي قد أتى عليها بعد قُرُوحها سنة أو سنتان، والغِلاَبُ‏:‏ المغالبة، أي أن المذكى يغالِبُ مُجَارِيه فيغلبه لقوته، يجوز أن يُرَاد أن ثاني جَرْيه أبدا أكثر من باديه، وثالثه أكثر من ثانيه، فكأنه يغالب بالثاني الأول وبالثالث الثاني، فَجَرْيُه أبدا غِلاب، وهذا معنى قول أبي عبيد حيث قال‏:‏ فهي تحتمل أن تغالب الجري غلابا، ويروى ‏"‏جَرْى المذكيات غِلاء‏"‏ جمع غَلْوَة، يعني أن جَرْيها يكون غَلْوَاتٍ ويكون شأوُها بطينا ‏(‏بطينا‏:‏ أي بعيدا‏)‏ لا كالجَذَع‏.‏

يضرب لمن يُوصَف بالتبريز على أقرانه في حَلْبة الفضل‏.‏ ‏[‏ص 159‏]‏

822- جَرْىَ المُذَكِّى حَسَرَتْ عَنْهُ الحمُرُ‏.‏

يقال‏:‏ حَسَر الدابةُ يَحْسُرُ حُسُورا، أي أعْيا، و‏"‏عَنْ‏"‏ مِنْ صِلَة المعنى، أي عجزت عنه وعن شأوه يعني سَبْقه كما يسبق الفرس القارِحُ الحميرَ، ونصب ‏"‏جَرْىَ‏"‏ على المصدر، كأنه قال‏:‏ يجري فلان يوم الرهان جَرْيَ المذكى‏.‏

يضرب أيضاً للسابق أقرانه‏.‏

823- جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ‏.‏

أي جرى سيلُ الوادي فطَمَّ أي دَفَن يقال‏:‏ طَمَّ السيلُ الركيةَ أي دفنها، والقَرِيُّ‏:‏ مَجْرَى الماء في الروضة، والجمع أقْرِيَة وقِرْيَان، و‏"‏على‏"‏ مِنْ صلة المعنى‏:‏ أي أتى على القَرِيٍّ، يعني أهلكه بأن دفنه‏.‏

يضرب عند تجاوز الشر حده‏.‏

824- جُرُّوا لَه الخَطِيرَ مَا انْجَرَّ لكُمْ‏.‏

الخَطِير‏:‏ الزمامُ، ومعنى المثل اتَّبِعُوه ما كان لكم فيه موضع اتباع‏.‏

يضرب في الحث على طلب السلامة ومداراة الناس‏.‏

وهذا المثل يروى عن عمار بن ياسر رضي الله تعالى عنه، قاله في فلان، كذا أورده أبو عبيد في كتابه‏.‏

825- جَلَّتِ الهَاجِنُ عَنِ الوَلَدِ‏.‏

الهَاجِنُ‏:‏ الصغيرة، يقال منه‏:‏ اهْتُجِنَتِ الجاريةُ، إذا افْتُرِعت قبل الأوان، ومعنى جَلَّت ههنا صغُرت، والجَلَلُ من الأضداد، يقال‏:‏ أمر جَلَل أي عظيم، ويقال للحقير أيضاً جَلَلٌ‏.‏

يضرب في التعرُّض للشيء قبل وقته‏.‏

826- جَدَحَ جُوَيْنٌ مِنْ سَوِيقِ غَيْرِهِ‏.‏

الجَدْحُ‏:‏ الخَلْط والدَّوْف، وجُوَين‏:‏ اسم رجل ‏.‏

يضرب لمن يتوسَّعُ في مال غيره ويجود به‏.‏

827- جَذَّها جَذَّ العَيْرِ الصِّلِّياَنَة‏.‏

الجَذُّ‏:‏ القَطْع والكسر، والصِّلِّيان‏:‏ بَقْل ربما اقتلعه العير من أصله إذا ارْتَعَاه، ووزنه فِعْلِيَان‏.‏

يضرب لمن يُسْرع الحلف من غير تَتَعْتُع وتَمَكُّث‏.‏

والهاء في ‏"‏جذَّها‏"‏ كناية عن اليمين‏.‏

828- جَزَاءَ سِنِمَّارٍ‏.‏

أي جَزَاني جزاءَ سنمار، وهو رجل رومي بَنَى الخوَرْنَقَ الذي بظَهْر الكوفة للنعمان بن امرئ القيس، فلما فرغ منه ألقاه من أعلاه فَخَرَّ ميتاً، وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثلَه لغيره، فضربت العرب به المثلَ لمن ‏[‏ص 160‏]‏ يجزي بالإحسان الإساءة، قال الشاعر‏:‏

جَزَتْنَا بنو سَعْد بحُسْن فَعَالِنَا * جَزَاء سِنِمَّارٍ وما كانَ ذَا ذَنْب

ويقال‏:‏ هو الذي بنى أطمَ أحَيْحَةَ ابن الجُلاَح، فلما فرغ منه قال له أُحَيْحَة‏:‏ لقد أحكمتَه، قال‏:‏ إني لأعرفُ فيه حجرا لو نُزع لتقوَّضَ من عند آخره، فسأله عن الحجر، فأراه موضعه‏.‏ فدفعه أحيحة من الأطم فخرّ ميتاً‏.‏

829- جَرَحَهُ حَيْثُ لاَ يَضَعُ الرَّاقِي أنْفَهُ‏.‏

قالته جَنْدَلة بنت الحارث، وكانت تحت حَنْظَلة بن مالك وهي عَذْراء، وكان حنظلة شيخا، فخرجت في ليلة مَطِيرة فبَصُرَ بها رجل فوثَب عليها وافتضَّها، فصاحت، فقال لها رجل‏:‏ مالك ‏؟‏ فقالت‏:‏ لُسِعْتُ، قال‏:‏ أين‏؟‏ قالت‏:‏ حيث لا يضع الراقي أنفه‏.‏

يضرب لمن يقع في أمرٍ لا حيلَةَ له في الخروج منه‏.‏

830- جَلَّى مُحِبُّ نَظَرَهُ‏.‏

يضرب لمن يحسن النظر إلى أحبابه، من ‏"‏جَلَوْتُ العروسَ‏"‏ إذا حسَّنتها، قال أبو عبيد‏:‏ ومنه قول زهير‏:‏

فإن تَكُ في صَدِيق أو عَدُوّ * تُخَبِّرْكَ العيونُ عن القلوب

ويروى ‏"‏جلَّى محبَّاً نظرُهُ‏"‏ أي أوضح محبتَه نظرُه إليك أو نظرك إليه، والمصدر يصلح أن يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول أيضاً‏.‏

يضرب في حب القوم وبغضهم‏.‏

831- جَلَبَتْ جَلَبَةً ثُمَّ أقْلَعَتْ‏.‏

أي صاحت صيحة ثم أمسكت، ويروى بالحاء، ويقال‏:‏ يراد بها السحابة تُرْعِد ثم لا تُمْطِر، وهو من الجَلَبة، يقال‏:‏ جَلَب على فرسهِ يجلب جَلَبَةً إذا صاح به‏.‏

يضرب للجبان يتوعد ثم يسكت‏.‏

832- جِذْلُ حُكَاكٍ‏.‏

الجِذْل‏:‏ أصلُ الشجرة، وربما ينصب في مَعَاطِن الإبل فتحتكّ به الجَرْبى‏.‏

يضرب للرجل يُسْتَشْفى برأيه وعقله‏.‏

833- جَعْجَعَةً ولاَ أرَى طِحْناً‏.‏

أي أسمعُ جَعْجَعَةً، والطِّحْنُ‏:‏ الدقيق، فِعْل بمعنى مفعول كالذَّبْح والفِرْق بمعنى المذبوح والمفروق‏.‏

يضرب لمن يَعِدُ ولا يفي‏.‏

834- جَرَى مِنْهُ مَجْرَى اللَّدُودِ‏.‏

وهو ما يُصَبُّ في أحدِ شَقَّي الفم من الدواء ‏.‏

يضرب لمن يبغض ويكره‏.‏ ‏[‏ص 161‏]‏

835- جُمَّارَةٌ تُؤْكَلُ بِالهُلاَسِ‏.‏

الجمارة‏:‏ شَحْمة النخلة، وهي فلبها الذي يؤكل، والهُلاَس‏:‏ ذَهَاب العقل، يقال‏:‏ رجل مَهْلُوس، أي مجنون‏.‏

يضرب في المال يُجْمَع بكدّ ثم يُوَرَّثُ جاهلا‏.‏

836- جَمَاعَةٌ عَلَى أقْذَاءِ‏.‏

معناه اجتماع بالأبدان وافتراق بالقلوب‏.‏ والأقذاء‏:‏ جمع قَذًى، وقَذًى‏:‏ جمع قَذاة، وهذا معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم ‏"‏هُدْنَةٌ عَلَى دَخَنٍ‏"‏ يضرب لمن يضمر أذى ويظهر صفاء‏.‏

837- جاءَ بِالضِّحِّ والرِّيح‏.‏

قال ابن الأعرابي‏:‏ الضِّحُّ‏:‏ ما بَرَزَ للشمس، والريح‏:‏ ما أصابته الريح، قال الأزهري‏:‏ الضح في الأصل ضُحًى فحذفت الياء وجعل مكانها حرف من جنس ما في الكلمة وهو الحاء، كما فعلوا بعبدقِنٍّ والأصل قِنْىٌ لأنه يُقْنَى أي يُدَّخر ويؤخذ أصلا كقولهم ‏"‏قَنَوْتُ الغنم‏"‏ أي اتخذتها قِنْيَة، وقال أبو الهيثم‏:‏ أصله وضح من وَضَحَ يَضِحُ وُضُوحا، فحذف الواو وشدد الحاء عوضا منها، والمعنى جاء بما ظهر وما خفى‏.‏

يضرب مثلا للذي جاء بالمال الكثير أو العدد الكثير، ومثله‏:‏

838- جاءَ بِالطِّمِّ والرِّمِّ‏.‏

فالطم‏:‏ البحرُ، وقال ابن الأنباري‏:‏ الطم الماء الكثير، والرِّم‏:‏ الثرى، قال الأزهري‏:‏ الطَّمُّ بالفتح البحر، وإنما كُسِرَتِ الطاء في هذا المثل لمجاورة الرِّمِّ‏.‏

839- جاءَ بِالقَضِّ والقَضِيضِ‏.‏

يقال لما تكسَّر من الحجارة وصغر‏:‏

قضيض، ولما كبر قَضّ، والمعنى بالكبير والصغير، ويقال أيضاً‏:‏

840- جاءَ القَوْمُ قَضُّهُمْ بِقَضِيضِهِمْ ‏.‏

أي كلهم، وقال سيبويه‏:‏ ويجوز قَضَّهُمْ بالنصب على المصدر، قال الشاعر‏:‏

وجاءت سُلَيْمٌ قَضَّهَا بقَضِيِضها * وجَمع عوال ما أدَقَّ وَأَلأَمَا ‏(‏المحفوظ في عجز هذا البيت *تمسح حولي بالبقيع سبالها* وهو للشماخ بن ضرار الغطفاني‏)‏

قال الأصمعي‏:‏ لم أسمعهم يُنْشدون قضها إلا رفعا، ويقال‏:‏

841- جَاؤُا قَضّاً وَقَضِيضاً‏.‏

أي وُحْدَانا وزَرَافاتٍ، فالقَضُّ عبارة عن الواحد، والقضيض عبارة عن الجمع‏.‏ ‏[‏ص 162‏]‏

842- جاءَ وَقَدْ لَفَظَ لِجامَهُ‏.‏

إذا انصرف عن حاجته مجهوداً من الإعياء والعَطَش‏.‏